الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

كيف خسر "الفدائي" أمام قطر ؟

لم اكتب مباشرةً حول خسارة المنتخب خوفاً من أن "أتسرّع" وألقي بالأحكام جزافاً، لكن وبعد ساعات من نهاية المباراة  الآن أرى أن أسباب الخسارة -برأيي المتواضع جداً- واحدة لا ثانية لها وهي :

( الخطّة الدّخيلة : 4-4-2 ) 
لا أعلم صراحةً أي الأسباب التي دعت مدرب المنتخب الوطني الكفؤ "جمال محمود" لتغيير خطتّه التي بنى عليها الكثير منذ عامين (4-2-3-1)  إلى 4-4-2 فجأةً !
- البعض يقول بسبب غياب صانع الألعاب. وهنا الحل بسيط وهو العودة لأصل الخطّة (4-3-3) 
المهم وبشيء أيضا من الإختصار ... كيف خسرنا ب 4-4-2 ؟

1. من أبرز معالم هذه الخطّة أن يعتمد الفريق على اللعب عبر الأطراف
 ومن شروطها أن يفضّل الجناح الأيمن اللعب بقدمه اليمنى والعكس صحيح وذلك لتسهيل عملية لعب العرضيات والركض على الخط بالقدم القريبة 

- هل ينطبق هذا الكلام علىعماد زعترة في اليسار ؟ ( ويتساءل البعض لماذا لم يظهر زعترة بمستواه) ! 
ببساطة لاعب كزعترة قُتل فنياً في هذه الخطّة والكرة الوحيدة التي ظهر فيها هي اختراقه من العمق ! أي أنه خالف مخططات 4-4-2 وبذلك نجح .
- هل شاهدتهم عرضية واحدة من الجهة اليمنى أيضا ؟
- أبو جزر لم يساعد زعترة، ورائد فارس كان يصطدم بأبو صالح عندما يتقدّم ! 
وباختصار الجهة اليمين كانت (شارع بمسار واحد) ونحن لم نعتد على وجود جناحين .
ومن الآخر ... غيّرنا هيكل المنتخب كله لأجل الكرات العرضية ... وينهم ؟؟؟؟

الأحد، 1 ديسمبر 2013

عندما تتخلّى أم ماجد "طوعاً" عن خيمتها سينجح برافر

أذكر تماماً -من غير اليوم- كيف أُغلق باب السيارة على إصبعي عندما كنّا نصعد في رحلة الإياب من مدينة "رهط" ، حينها نزل الدم وصرت أضحك ! أبكي ... لا أتذكر تماماً ولكن مضى من الزمان 16 عاماً الآن، وشرودي ذاك لم أنساه.

كنّا في زيارة عائلية لصديق والدي، نمنا ليلة هناك، وفي الصباح رُحنا إلى بيت "والدته"، تلك المسنّة التي تركت ترف المدينة أو ترف "الأسقف" الطينية على الأقل وافترشت خيمةً بين حُزمة مثيلة بعيداً ببضعة كيلو أمتار عن مركز رهط.

تساؤلٌ بريء جال في خاطري وألقيته على والدتي "مبيت الأسرار " لابن السابعة: "لماذا يترك صديق والدي -أمَه- تسكن الخيمة، وهو يعيش في بيت كبيرٍ جداً؟".

الإجابة جاءت بعد نصف ساعة من صديق والدي نفسه. يبدو أنه فضّل أن يجيب على تساؤلات "مُتوقّعة" ! قال فيما قال : "أمي رفضت كل العروض. رفضت المنزل المستقلّ والتلفاز والبلاط... هي تحبّ أن تعيش هناك... في المنزل الأول، وتعايش الذكريات على الدوام".

بعد برافر ... أين سذهب "أم ماجد"؟ هل ستتمسكّ بخيمتها ؟ هل سيقتلعوها مع عشرات الآلاف ؟ هل يتجرّأ أحدهم ويهدم "قلعة" الجدّة ... هي التي قدّمت لنا عصير العنب مياهاً فاترة وراحت تضحك وهي تمزج ما بين بدائية الخيمة وكأس العصير الذي تراه تحضُراً !.

 زرناها قبل 16 عاماً حيث كانت اغراءات الحياة أكثر، والسلام الكاذب كان قريباً من مخيّلة –البعض- أكثر أيضاً، واليوم أرادوا 
أن يمرّوا عن الخيمة بجرّافة و نعلٍ حديدي.

أم ماجد التي انتصرت للخيمة في صراعها مع "الطوب" والحجر والمدينة، هل ترعبها رصاصة؟ هل تتخلّ عن خيمتها لتثبِت خسارة المعادلة الأكبر في الصراع الأكبر؟ هل تصمد وتدافع عن 50 ألف فكرة ؟

... عندما تتخلّى أم ماجد "طوعاً" عن خيمتها سينجح برافر.


الاثنين، 25 نوفمبر 2013

أب الشهيد ...


يبدو في غير مكانه ! شعره الذي "شاب" وملامحه غير الفتيّة ... ورغمها يتواجد بين فِتية يلًهثون صراخاً لمحبوبهم النادي "الأهلي"! آلاف المشجعيّن المتعصّبين تحت مسمّى "الألتراس".

لكن ما يبدو على أنه تطفّل هو في الحقيقة تبادل أدوار بين الأب وإبنه، كان يقسم عليه في كل مرّة "يا ابني الكورة غدّارة، والسياسة هدّامة، حاول تبطّل تشجيع".

وبعد عام جاء ليجلس مكانه، ليهتف مكانه بعد أن ارتقى الولد "شهيدا" في كارثة بورسعيد إلى جانب 71 آخرين.

تقول العرب عادةً "هذا الشبل من ذاك الأسد" ولا أعلم فعلاً في مثل هذه الحالة ماذا نقول؟
أب الشهيد ... يكمل مشوار فلذة الكبد !!
صدقاً كلما شاهدت هذه الصورة أبكي مرّتين ...

رحم الله شهداء المسلمين جميعاً 

الخميس، 21 نوفمبر 2013

إثارة المباريات عبر "مايك" المعلق ... جزائري "فدائي" و برتغالي" مجنون" !

ما أن  أطلق حكم اللقاء صافرة نهاية مباراة الجزائر وبوركينا فاسو قبل يومين معلناً عن تأهل تاريخي جديد لمنتخب "محاربي الصحراء" لكأس العالم في البرازيل، حتى صدَح المعلق الجزائري على شبكة قنوات الجزيرة الرياضية عادل خلّو بأعلى صوته "الله أكبر ... تأهلنا للمونديال" وانهمر بالبكاء.

الحالة التي مثّلها المعلق الجزائري عادل خلّو  ليست الأولى من نوعها؛ فمعلقين كُثر خلعوا ثوب التعليق الرياضي وما له من اعتبارات مهنية في قناة تلفزيونية، وارتدوا ثوب المشجّع الذي تجبره عاطفته على أن يتحدّث بما في قلبه مباشرة.

الجزائري خلو (33 عاماً) الذي ولد في محاظفة "ورقلة" في الجنوب الشرقي للجزائر انفعل في نهاية اللقاء وتحدّث عن حلم الجزائر الذي تحقّق وكأنه يقرأ "خاطرة" خطّها من على مكتبه، إذ قال : "شهداء الجزائر عودوا .. ها هُم أبطالكم قاموا .. شكراً يا أبطال، شكراً فعلتموها لعربٍ تألموا كثيراً، لمسلمين تألموا كثيراً، لفلسطيني محتل، لعراقي متألمٍ ..."، وتابع يذكر معظم الدول العربية التي تأكلها الويلات.

وعاد المعلق البرتغالي على مباراة السويد والبرتغال في إياب الملحق الأوروبي ليلهب حماسة جماهير "الشاشات" وهو يصرخ بأعلى صوته "رونالدو... رونالدو " بعد أن سجّل هدّاف منتخب "برازيل أوروبا" 3 أهداف في المباراة واضعاً منتخب بلاده في بطولة كأس العالم.

روّاد مواقع التواصل الاجتماعي لم يتركوا عنواناً حتى اختاروه لوصف حماسة المعلق البرتغالي، رغم أن أكثرهم لا يعرف الترجمة الحقيقية لما كان يتحدث به، ولكن صوته "الرّخم" وانفعالاته التي بدا عليها الكثير من التوّتر وصراخه كالأطفال جعلت أكثر مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي يصفونه بالمعلق "المجنون".

وذهب المعلق البرتغالي لأكثر من ذلك عندما بدأ بالغناء بعد هدف رونالدو الثاني الذي ضمن بنسبة كبيرة تأهل البرتغال، رابطاً بذلك عدد من المصطلحات التي لا تحتاج  لترجمة عندما راح يلحّن " رونالدو ... كريستياونو ... برازيل .. لالالا.. سامبا" !

وتجدر الإشارة إلى أن مهنة التعليق الرياضي في هذه الأيام باتت تحتاج للكثير من الذكاء في اختيار الألفاظ والمصطلحات والتعابير التي تتلاءم مع أذواق الجماهير الرياضية "المتنوّعة"، ويتفوّق في هذه المسألة على المستوى العربي عدد من المعلقين الذين رسموا لأنفسهم خطاً بيانياً جعل الجماهير الرياضية  تسأل عن اسم المعلق على المباراة قبل سؤالها عن مشاركة نجمها المفضّل في اللقاء من عدمه، ومن بينهم التونسيان عصام الشوالي ورؤوف بوخليف، والإماراتي فارس عوض وغيرهم الكثير.

الخميس، 10 أكتوبر 2013

لاعب فلسطيني يواجه الفلسطينيين قبل موقعة "عُمان" !

خرج من منزله صباحاً وقد ارتدى زيّه الرياضي كاملاً، حقيبته الرياضية على كتفه الأيسر، وفي يمينه قشرة الموز بعدما التهم ما بداخلها. فتح باب المنزل وهمّ باستنهاض ثورة عينيه لاستقبال أشعّة الشمس. 

تخطّى الباب الخارجي فوجد سبعة فتية بانتظاره ! حاول الاختباء منهم. كلّهم هتفوا باسمه واقتربوا منه. أصدقاء لهم اقتربوا من المشهد أيضاً بعدما لاحظوه. التقطوا صورهم التذكارية معه. وفي رأسه ترتسم صورة وحيدة: "مدرج الملعب يهتف: منصورين بعون الله ".

عندما صعد الحافلة استمع لحن بلده يصدح صوتاً داخل المذياع، وسائق الحافلة الذي يعرفه تماماً عاجله بسؤال صغير: "هل استعددتم جيداً للمنافسة اليوم؟". إجابته لم تتعدى الكلمات الثلاثة :" أبطال كما عهدتمونا"!.

حينما وصل الملعب قرّر الابتعاد عن الأضواء، عدسات الصحافة تلاحقه وزملاءه. كلّهم يفكرون في الكيفية التي سيتخطوّن بها المنافس هدية للجماهير اللاهثة للانتصار. بينما تفكّر هذه الجماهير فعلاً بعرض مبهرٍ وممتع بعد ساعة من الآن.

نهض "فؤاد" في تمام الساعة التاسعة صباحاً. استذكر هذا الحلم "الجميل". واقترب يخرج من المنزل، وعندما وضع قدمه اليسرى بعد اليمنى على عتبة الباب استمع كلمات أمه : "الله يوفقكم يا ابني"، وكالحلم تماماً خرج والتقف أشعة الشمس. لم يجد الفتية على الباب، فقط مرّ عنه تلامذة اثنان (أبناء الجيرة) وأسمعوه سخريتهم بصوت واحد : "مش تاكلوا الخمسة اليوم

الأحد، 29 سبتمبر 2013

فاطمة: صديقتي ... صديقة أبو عمّار ... صديقة الكوفية – "آراب جوت تالينت"


خليل جاد الله
29-9-2013

في العادة لست متابعاً نهماً للبرامج "الغنائية" أو برامج "المواهب" العربية وغيرها، فأكثر وقتي أشغله بمشاهدة مباراة أو التعليق عليها أو كتابة خبر عنها !.

لكن اليوم مررت على التلفاز صدفةً أقلّب القنوات. لحظات واستوقفتني صورة "طفلة". أقول في بالي : "هذه! أعرفها ... ". رُحت أربط في مخيلتي صوراً كثيرة، أحاول أن أجمعها على طريقة تركيب الصور المفكّكة.

بعد لحظات عرفتها: فاطمة! مَن هي فاطمة ؟

قبل سنة من الآن قابلت فاطمة عندما كانت عضواً في الملتقى الثقافي الخامس الذي زار فلسطين. كانت في الخامسة عشرة من عمرها ! وحينها كتبت شيئاً عنها لم أنشره.

"أشخاص يدخلونها بتصاريح وأشخاص فوق الأسلاك الشائكة... شعور البطل لا يتغير ... شعور الفرح والحزن ... الشوق واللقاء .. ثمرة .. تراب .. رمل .. شوق وبكاء .. صور".

الطفلة فاطمة وليد العيسى ( 15 عاماً) لاجئة فلسطينية في مخيم عين الحلوة - لبنان ، إحدى أشبال فرقة الكوفية الفلسطينية للدبكة الشعبية (دخلتها منذ كانت بعمر 5 سنوات)، جعلت من زيارتها لفلسطين منبتاً جديداً لحكايات تربطها بفلسطين. فاطمة التي لم تعرف فلسطين إلا من خلال حكايات "الكبار" زارت فلسطين للمرة الثالثة في ملتقى فلسطين الثقافي الخامس 2012 م ضمن فرقة الكوفية، وفي كل مرة ترسم فاطمة معنى جديداً لفلسطينيتها .

"للمرة الأولى أسافر من لبنان، وحظّي الرائع جعل الوجهة إلى فلسطين" ! هكذا بدأت بالحديث، واسترجعت ذكرى زيارتها الأولى لفلسطين في عام 2010 حينما شاهدت للمرة الأولى مدن فلسطينية بسكان فلسطينيين.

المشهد الذي لا زال عالقاً في ذهن فاطمة هو زيارتها الأولى لمدينة القدس، وحينها وقفت لساعات تتمعن سحر المدينة المقدّسة، وعادت إلى أهلها تصف مدينة القدس وفلسطين " كلها" ، وتشير إلى ذلك بأن الزيارة أتت كجزء من الحلم الأكبر الذي بحثت عنه طويلاً،  وبجملة احتفظت بها واسترسلت تلفظها بلباقة: " كانت هذه اللحظة ، أول حلم يتحقق على ارض فلسطين ".

تحتار عندما تجلس إلى جوار فاطمة؛ ليس في تحديد هويّتها. وإنما في إحصاء عدد الرموز التي تكتسيها وتشير من خلالها إلى فلسطين. فالكوفية لا تفارق جسدها الصغير معتلية كتفيها. وباتساع عيناها السوداوان وشعرها الأسود المجعّد وقبضتيها التي تتزين كل واحدة منهما بإسوارة للعلم الفلسطيني. تشعر أنها "معرضٌ" فلسطيني متنقّل.

لكن ما يبدو غريبا للوهلة الأولى حزم من الأكياس تحملها فاطمة في كل زيارة لها لفلسطين، وفي كل كيس حكاية تصفها الطفلة: "هذا الكيس فيه تراب مدينة نابلس ، وذاك الكيس فيه تراب مدينة الخليل وذاك من رمل مدينة حيفا أخذته في زيارتي الأولى واحتفظ فيه بمنزلنا في مخيم عين الحلوة ...".

فاطمة تحمل "الرمل" في أكياسها الصغيرة. تغلق عليها المنفذ وتكتب فوق الكيس "مدينة ..." وتحمله معها بعدها إلى لبنان و تصف ذلك : " عندما أصل عين الحلوة أمرر الكيس على الأهل والأقارب، يشتمّون رائحة فلسطين من خلالها".


بقية الحكاية ...

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

مقابلة صحيفة الأيام 24-9-2013 ...

جاد الله: بداياتي كانت في المنزل ثمّ انطلقت عبر فضاءات تلفزيون فلسطين

حاوره: عنان شحادة

مع انطلاق الدوري الفلسطيني بكرة القدم للموسم الرياضي 2008-2009 بحلته الجديدة بعد توقف بسبب انطلاقة انتفاضة الأقصى ومن ثم ديمومته في ظل قائد النهضة رئيس اللجنة الأولمبية، رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب اجتهد كثيرون في التعليق على المباريات التي كانت تبث عبر قنوات راديو وتلفزيون العرب. "art"

مع مرور الوقت ومنذ انطلاقة فلسطين مباشر انحصر العدد في أشخاص محددين في ظل الإبداع والإتقان ومنهم خليل جادالله وكذلك سامي أبو سنينه وعمر حماد.

ظهرت الإبداعات على ارض الواقع ومنهم خليل جادالله التي تسند إليه المباريات ذات طابع الندية والإثارة .

والأمر لا يقتصر على المحافظات الشمالية بل هناك آخرين في المحافظات الجنوبية يقومون بالتعليق على أثير الإذاعات المحلية كما يحدث مع الواعد هشام معمر ابن الخامسة عشره ربيعا.

 أيام الملاعب تحاول أن تسلط الضوء على مهنة التعليق من كافة الجوانب والى أين تسير وهل لها مستقبلا ؟

-        كيف كانت البداية؟
البداية كانت في المنزل، من خلال التعليق على ألعاب "الكمبيوتر" و"البلاي ستيشن" وبعض المقاطع "الرياضية" على الكمبيوتر الشخصي، وكان لي تجربة صغيرة في إحدى الإذاعات المحلية ولكنها لم تكتمل، ثم البداية الحقيقية مع تلفزيون فلسطين.

-       كيف أتيحت لك الفرصة في تلفزيون فلسطين؟
عندما بدأ دوري المحترفين في الموسم الماضي وبثّ تلفزيون فلسطين انطلاقته وقبلها بطولة أبو عمار، علمت من أحد الأصدقاء بحاجتهم لمعلقين.عرضت موهبتي على مدير البرامج الرياضية الأستاذ وائل رمّانة وكان الردّ إيجابي، و أوكل لي لقاء جنين وجبل المكبر في ثالث مراحل الدوري.
-       مَن ساعدك في دخول هذا المجال وشجعّك على ذلك؟
 أصدقائي كانوا أكثر مَن شجعني على دخول المجال والتطور فيه، وأبرزهم أصدقاء الدراسة والطفولة، إضافة إلى العائلة الكريمة، واخصّ الوالد والوالدة، كان لهم دور مهم جداً؛ رضا الوالدين أجمل "هدية" قبل كل مغامرة.
أيضاً لي صديق فلسطيني "عزيز" يعيش في السويّد، وفي يوم من الأيام حدث بيني وبينه تحدي إن كنت سأنجح في هذا المجال أو 
أن أمتلك جرأة الظهور والتعليق عبر الشاشة الصغيرة. خلق لديّ حافز إضافي ودافعية.


تكملة ... 

الأحد، 28 يوليو 2013

رأيت في القدس

(1)
أعلم تماماً أنها تنتظرني خلف تلك النافذة الصغيرة، ولكن لا زال أمامي 3 أشخاص حتى أمرّ إليها، أي دقيقين واستزادة بثالثة، مضى منها حتى الآن مثلها وربّما احتجت دقيقة رابعة أخرى حتى ألقاها!

يقولون خلفي وامامي، عليك أن تكون حاضراً للقاءها ! جاهزاً متجهّزاً، ثم تراني اضطر لتحضير نفسي قبل أن اقابلها عبر فوّهة النافذة بعد لحظات. خلعت ما طلب مني ورفعت لها تصريح العبور والصقته النافذة تماماً، وبكل بساطة التفت إليه وقالت "صاع" ، هذه كانت مجندّة العبور التي لا يمكن لك أن تسمع كلامها إلا بزعيق يخرج من بين "شرايين" عرقِها، وقبل ذلك كله تحتاج لنصف ساعة على الأقل في قفص حديدي بين جموع لاهثة وغاضبة أكثر نفسياتها.

(2)
سيارة عربية تقودها امرأة بجوارها على ما اعتقد بنتها البِكر، وفي الكرسي الخلفي 3 أطفال بينهم بنتان وولد، وعلى ما يبدو أن هذه الأسرة لا زال بإمكانها أن تعطي أكثر، وخلف هذه السيارة مباشرة مجنّدة بزيّها العسكري تظهر بأنها اجتازت الثلاثين من عمرها تقود سيارة "رياضية" وتتنفّس دخان سيجارة!

(3)
أمام باب الحرم أطفالٌ يلعبون، وبسطات يستعد أصحابها لافتراشها، حياة كاملة الأركان، ومقابلها مجنّد ومجنّدة يتسكعون بإزعاج آخر منهم يركب حصاناً وتركبه خوذة !

(4)
أنا : هون الطريق صح ؟
طفل: بتروح عاليمين، دغري، يسار، دغري .. بتوصل الحرم ... أو اقولك بدي أدلك على طريق أقرب . شايف من عند هيك وهيك .... هون بتوصل !


(5) 
كان صديقي يتقدّمني ببضع خطوات عندما حنوت رأسي استحياءً من مشهد اللقاء ! القبّة الذهبية لمعت في عيني ... رمشت للحظة، شعرت بالاستحياء لأن اللقاء تأخر كثيراً وجاء بهذه الطريقة.

(6)
في كل مرة أحاول التقاط صورة مع قبة الصخرة، يباغتني شخصٌ غريب يحمل هاتفه الجوال ويصوّر نفسه، أتقدم خطوتين وأميل مثلهما إلى اليمين فيظهر في طرف الصورة ! 
بعد لحظات تقدّم إلينا أنا وصديقي ذات الشخص واستأذن، ثم طلب أن أصوره إلى جانب القبة ففعلت، وبعد دقيقتين تصورنا أنا وهو وصديقي صورة "للذكرى" ... أصبحنا معرفةً ! 


(7)
رأيت القدس  تنادي من زارها، أن عُد قريباً ... هنا منزلك.


الاثنين، 22 يوليو 2013

دقيقتين من فضلك ... "أسمح بدقيقة فقط"!

"نعم نريد كاتلون ... ليس غيره" ! هكذا حدثّت زميلي بينما قرر هو مناداة الفلسطيني/التشيلي/ الإيطالي قبل بداية لقاء هلال القدس وشباب الخليل في ربع نهائي كأس فلسطين للموسم الرياضي 2012/2013 !

كنّا نتحضر للدخول إلى غرفة التعليق، ولكنّا قررنا التواجد على أرضية الملعب قبل بداية اللقاء بساعة كاملة نرصد فيها تفاعلات اللاعبين، وانطباعات المدربين عن لقاء قمّة و زعامة حقيقية جاء مبكراً في بطولة كأس فلسطين.

دخل اللاعبون أرضية الملعب، هذا مراد عليان وذاك هيثم ذيب ومن هناك أبو حبيب و عاطف أبو بلال وآخر لاعبي هلال القدس دخولاً لأرضية الملعب كان "كاتلون"، وحالما وضع اليمنى ثم اليسرى على أرضية ملعب الخضر غافلناه أنا وصديقي باسمه "كاتلون .. كاتلون ! فقط دقيقة" (قلناها بالانجليزي)، فتوقّف تلبية لندائنا . ثم سألناه :

الأربعاء، 19 يونيو 2013

لماذا بدّل "تياغو" قميصه من رقم 10 إلى 7 حين حمل كأس أوروبا؟


ظهر قائد منتخب إسبانيا للشباب "تياغو الكانترا" بالقميص رقم 7 عندما حمل كأس بطولة أمم أوروبا تحت 21 عاماً، رغم أنه ارتدى الرقم 10 طوال أحداث البطولة، وآخرها في المباراة النهائية التي انتصرت فيها اسبانيا 4-2 على المنتخب الإيطالي.

واستغربت الجماهير التي تابعت اللقاء سبب تغيير تياغو لرقمه المفضّل مع منتخب اسبانيا تحت 21 عاماً من الرقم 10 إلى الرقم 7 كما ظهر وهو يحمل كأس البطولة.

تحليلات صحفية أشارت إلى أن تياغو ارتدى قميص زميله "كاناليس" الذي منعته الاصابة من المشاركة في بطولة كأس أمم أوروبا قبل أيام من انطلاقتها، فما كان من تياغو إلا أن كرّم زميله بهذه "اللفتّة" التي تنمّ عن روح "رياضية" عالية يمتلكها قائد المنتخب الإسباني، هذا إضافة إلى تسجيله 3 أهداف "هاتريك" من بين الأهداف الأربعة لمنتخبه في اللقاء.


تياغو يرتدي الرقم 7 



الخميس، 25 أبريل 2013

لا تنظروا في عيونهم !

يفتحُ عيناهُ جيداً ويستفزّ كل وسائل الادراك، ليميّز عن بعُد أمتار عديدة بين مَن يُدخِل يده فيخرجها محمّلة بقطعة نقدية أو أكثر، وبين من يمرّ أمامه مرور العابرين ويرميه بنظرة استحقار.

في كل صباح يصحب أمّه ليمثّل رمزاً من رموز الفقر والحاجة. رمزٌ تجني لأجله الأمّ دخلها اليومي، وتعتاش على هذا الصيت "أمٌ فقيرة، مسكينة، وهذا ابنها صاحب الثياب المرقعّة، والمظهر الرثّ دليلٌ على صدق حجّتها"، هكذا يحدّث الناس بعضهم أو أنفسهم .

تتناقض الآراء بشكل واضح، عندما نتحدث ونناقش في ظاهرة " الشّحدة "، وبما أنها لا تقتصر على مجتمعنا الفلسطيني، فإن النقاش لا يحتاج الى تلميع او " تبهير" أكثر -فما قيل قد قيل- وما يقال لا يخرج عن كونه مجرد كلمات تثقل ميزان الكلام عن هذه الظاهرة. البعض يبدي شفقته على أي انسان يرمي كرامته جانباً ويمدّ يده سائلاً الحاجة والإعالة، ويقول في باله "فأما السائل فلا تنهر" . وآخرون يبررّون عدم التصدق لفئة "الشحّادين" بدعوى أنهم يمارسون أشدّ انواع النصب خباثةً، فهم لا يحتاجون النقود وانما يمارسون عملا وتجارة. ولا أعلم حقّا ان كانت كل نقود الدنيا تستحق ان ارمي بكرامتي ارضا لتُدوسها الأقدام وتمرغهّا نظرات هذا وذاك، أم ان الحاجة اقوى من مجرد التفكير بهذا الإتجاه !


اجتمعنا لنلعب كرة القدم، ففرّقتنا !!


 تطرب الأذن لسماع هذه الأهازيج، وترتاح العين لرؤية الملعب مرتديا لونه الاخضر المعتاد، اما حكام اللقاء فيتعاهدون على الامانة وتحكيم الضمير، واللاعبون في قمة التحفز والشوق، والمدرجات تغني وترقص باهازيج واغان ٍتصدر من افواه جماهير متعطشة لفوز فريقها، وبين جماهير الفريقين سياج حديدي ومثله بينها وبين المستطيل الاخضر ، فلقاء في كرة القدم بالدوري الفلسطيني سيبدأ لتوّه الآن ، - دقائق معدودة - تـُرمى الطبول ، وتَسكُت الاهازيج ، وتتعالى الصيحات، وتترامي كراسي المدرجات هنا وهناك ، والشرطة تنزل ارض الملعب وتختلط بالجماهير فوق مدرجات تبدلت لساحة معركة، واللاعبون يركلون بعضهم البعض بدلا من ركل الكرة، اما الحكام فيحتمون بالشرطة ويخرجون كاللّصوص من الملعب ، ويعلو صفير سيارات الاسعاف التي تهرع الى المكان لنقل المصابيـن .

بائع القهوة

بائع القهوة، ذاك الضرير الشاب، الذي عرفته شوارع رام الله فأصبح رمزا من رموزها – المتحرّكة -، والمتسمّر احيانا بمكانه هناك حيث شارع ركب، بجلسته المعتادة " القرمزة " !


هذه المرة كان واقفاً، ينادي  بأعلى صوته، ويرتدي سترة سوداء تقيه برد " آذار "وصقيع الجدران التي يتكئ عليها من حين لآخر، وعندما همّ بالانطلاق ألقفه احدهم (20 شيكل) ، فحاول بائع القهوة التعرف على هوية الشخص بأن سأل " مين هذا ؟ "،و اتبعها " خليّنا نصبّ " ! وكأنه يحاول ايصال فكرة أني لا أشحد النقود وانما اقدم القهوة لراغبيها، ولكن ذاك الشخص الغريب، الذي اطلق العنان للحيته وخبّأ وجهه خلف تلك " الحطّة " المرقطّة، كان قد ابتعد وغرز خطواته بقوّة في الشارع المزدحم كعادته يوم الخميس .

صباحا كنت قد استمعت لفتوى الشيخ معطان "صدفةً " حول الزكاة،  واتذكر انه خصّ بالذكر الأغنياء منهم، ولكن ما اكتشتفه بعد لحظات ان واهب النقود ذاك كان "بائع الكعك" في الشارع المقابل .. !


السبت، 20 أبريل 2013

الكاميرا وفاتحة إبيدال

مرّة أخرى تلتقط كاميرا المباراة اللاعب إبيدال وهو يقرأ الفاتحة في بداية لقاء فريقه برشلونة ومضيفه ليفانتي في الدوري الإسباني، فبعد العودة الأسطورية للفهد الفرنسي إلى الملاعب بات مادة دسمة للإعلام الإسباني والعربي كذلك، خاصة عادة قراءة الفاتحة هذه.

بكل صراحة أريد اليوم أن اسجل إعجابي بهذا الإعلام وهذه العقلية، أن اتقدم بالشكر لمخرج المباراة "اللطيف" الذي اختار هذا المشهد للمرة الثالثة توالياً. وبما أن مخرج المباراة يتغير ربما من لقاء لآخر، لذلك فالشكر هنا للعقلية ذاتها، لفكرة أن النقل التلفزيوني للمباريات هو مدّة من الزمن يمكن اسغلالها لإظهار كل ما يصاحب هذه اللعبة من رسائل جميلة تدعو للتسامح والمحبّة.

لو جربتم أن تشاهدوا معنا مباريات الدوري الإسباني لشاهدتم الكاميرا تعرض على الأقل:
- رجل بعيون ضيقة وبشرة حنطية، ومعه أسرته ويلّوح للكاميرات والابتسامة تلمع مساحة وجهه؛ جاءوا من كوريا الجنوبية لمشاهدة لاعبهم يلعب مع أحد الاندية في إسبانيا.
- علم لدولة ما ... رفعه مشجع، فأظهره مخرج المباراة لمدة ثانيتين او ثلاثة، جذب من خلاله محبّة أهل البلد ونشر السرور في قلب المشجع.

بكل الأحوال وعود للقطة إبيدال فإن هذه اللقطة الصغيرة التي دامت 10 ثوانٍ لم أذكر بأنني شاهدتها في الملاعب العربية، ليس لأن لاعبينا لا يجتهدوا بقراءة الفاتحة قبل المباراة ... بل والله معظمهم يفعلوها ! ويقدّموا لقطات جميلة وحسّاسة بشكل متتالي، ولكن وبكل صراحة هي لا تظهر لأن إعلامنا الرياضي لا زال ينظر إلى مباريات كرة القدم ويتعامل معها بعقلية الفوز والخسارة، ولا نقرأ من المباريات سوى عدد الأهداف و أصحابها، ولا يتم تسليط الضوء على لقطة إلا إذا كانت واحدة من هذه: احتفال بهدف، "طوشة" وسط الملعب، مسؤول يحضر المباراة.

الدوري الإسباني ليس برشلونة وفارق 13 نقطة، بل أن مشاهدة مباريات الدوري الإسباني فيها من ثقافة المحبّة، والرقيّ ما فيها.




* أحاول أن أقارن بين هذه اللقطة وبين بطولة لرياضة كرة السلة تقام سنوياً في دولة عربية، هناك يستغل مخرج المباراة كل لحظة توقّف ليسلط ضوء كاميراته على "حسناوات" المدرجات. ولا زلت أذكر وصف معلق المباراة عندما تأتي اللقطة على المدرجات فتجده يقول :"الكبار والصغار يشجعون، الجنس اللطيف حاضر في المدرجات "وتحلو نبرة صوته حينها! .