بائع القهوة، ذاك الضرير الشاب، الذي عرفته شوارع رام الله فأصبح رمزا من رموزها – المتحرّكة -، والمتسمّر احيانا بمكانه هناك حيث شارع ركب، بجلسته المعتادة " القرمزة " !
هذه المرة كان واقفاً، ينادي بأعلى صوته، ويرتدي سترة سوداء تقيه برد " آذار "وصقيع الجدران التي يتكئ عليها من حين لآخر، وعندما همّ بالانطلاق ألقفه احدهم (20 شيكل) ، فحاول بائع القهوة التعرف على هوية الشخص بأن سأل " مين هذا ؟ "،و اتبعها " خليّنا نصبّ " ! وكأنه يحاول ايصال فكرة أني لا أشحد النقود وانما اقدم القهوة لراغبيها، ولكن ذاك الشخص الغريب، الذي اطلق العنان للحيته وخبّأ وجهه خلف تلك " الحطّة " المرقطّة، كان قد ابتعد وغرز خطواته بقوّة في الشارع المزدحم كعادته يوم الخميس .
صباحا كنت قد استمعت لفتوى الشيخ معطان "صدفةً " حول الزكاة، واتذكر انه خصّ بالذكر الأغنياء منهم، ولكن ما اكتشتفه بعد لحظات ان واهب النقود ذاك كان "بائع الكعك" في الشارع المقابل .. !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق