جاد الله: بداياتي كانت في المنزل ثمّ انطلقت عبر فضاءات تلفزيون فلسطين
حاوره: عنان شحادة
مع انطلاق الدوري الفلسطيني بكرة القدم للموسم الرياضي 2008-2009 بحلته الجديدة بعد توقف بسبب انطلاقة انتفاضة الأقصى ومن ثم ديمومته في ظل قائد النهضة رئيس اللجنة الأولمبية، رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب اجتهد كثيرون في التعليق على المباريات التي كانت تبث عبر قنوات راديو وتلفزيون العرب. "art"
مع مرور الوقت ومنذ انطلاقة فلسطين مباشر انحصر
العدد في أشخاص محددين في ظل الإبداع والإتقان ومنهم خليل جادالله وكذلك سامي أبو
سنينه وعمر حماد.
ظهرت الإبداعات على
ارض الواقع ومنهم خليل جادالله التي تسند إليه المباريات ذات طابع الندية والإثارة .
والأمر لا يقتصر على المحافظات الشمالية بل هناك
آخرين في المحافظات الجنوبية يقومون بالتعليق على أثير الإذاعات المحلية كما يحدث
مع الواعد هشام معمر ابن الخامسة عشره ربيعا.
أيام الملاعب تحاول أن تسلط الضوء على مهنة التعليق
من كافة الجوانب والى أين تسير وهل لها مستقبلا ؟
- كيف كانت البداية؟
البداية كانت في
المنزل، من خلال التعليق على ألعاب "الكمبيوتر" و"البلاي
ستيشن" وبعض المقاطع "الرياضية" على الكمبيوتر الشخصي، وكان لي
تجربة صغيرة في إحدى الإذاعات المحلية ولكنها لم تكتمل، ثم البداية الحقيقية مع
تلفزيون فلسطين.
- كيف
أتيحت لك الفرصة في تلفزيون فلسطين؟
عندما بدأ دوري
المحترفين في الموسم الماضي وبثّ تلفزيون فلسطين انطلاقته وقبلها بطولة أبو عمار،
علمت من أحد الأصدقاء بحاجتهم لمعلقين.عرضت موهبتي على مدير البرامج الرياضية
الأستاذ وائل رمّانة وكان الردّ إيجابي، و أوكل لي لقاء جنين وجبل المكبر في ثالث
مراحل الدوري.
- مَن
ساعدك في دخول هذا المجال وشجعّك على ذلك؟
أصدقائي كانوا أكثر مَن شجعني على دخول المجال
والتطور فيه، وأبرزهم أصدقاء الدراسة والطفولة، إضافة إلى العائلة الكريمة، واخصّ
الوالد والوالدة، كان لهم دور مهم جداً؛ رضا الوالدين أجمل "هدية" قبل
كل مغامرة.
أيضاً لي صديق
فلسطيني "عزيز" يعيش في السويّد، وفي يوم من الأيام حدث بيني وبينه تحدي
إن كنت سأنجح في هذا المجال أو
- هل
كان هناك حالة من الرهبة والخوف؟
اعتقد يجب أن يشعر
المعلق بالرهبة والخوف لكي يعطي المباراة حقّها، ولكن إن كان شعور الرهبة والخوف
يظهر من خلال صوته ويؤثر على آدائه، فهذا أمر يسيء للمعلق. شخصياً لم أشعر بذلك،
دخلت الأجواء بسرعة وكنت انتظر فرصة التعليق على دوري المحترفين بالذات بفارغ
الصّبر.
- أشخاص
ساعدوك في التعليق؟
مرّة أخرى أصدقائي كان لهم دور بارز، وأنا أُدين بشكل
كبير لمدير البرامج الرياضية في تلفزيون فلسطين الأستاذ وائل رمّانة، فهو على
الأقل مَن وضع ثقته بي وجعلني أشعر أن الأمور سهلة أكثر.
- ما هي أول مباراة قمت بالتعليق عليها؟
المباراة الأولى
التي علقت عليها "90" د كانت في ملعب رؤيا بمدينة جنين ( جنين 1-0 جبل
المكبر).
- هل
تعرضت إلى انتقادات لإذاعة وكيف واجهتها؟
كل شخص في مكانه
معرَض للانتقاد. تعرضت بكل تأكيد لانتقادات وهذا شيء يسعدني، وبالعكس أشعر في كل
مرّة أن الانتقاد جزء لا يتجزّء من الطريقة التي يمكن أن أتطور بها. صراحة
لا يمكن أن نقول "لاذعة" ! هي بكل بساطة كانت تعليقات من الجماهير ذاتها
التي كانت تشعر بأحيان أن قصّرت مع فريقها. ومن الصعب دائما إرضاء جماهير الفريقين
في أي مباراة. لكن أتمنى فعلاً أن استمع لانتقادات "في مكانها" وهذا ما
نفتقده بكل صدق، وطريقة تعاطي الجماهير مع "هفوات" المعلقين يكون مبالغ
فيها للغاية، أحياناً يتم تحميل المعلق أسباب خسارة المباراة!.
- الفرق
التي تحب أن تعلق لها ؟
كل فرقنا الفلسطينية لها نكهتها الخاصة، وكل
فريق أو مواجهة بين فريقين لها أيضاً ميزاتها. لكن لا أنكر بالعموم أن الفرق ذات
الجماهير لها جاذبية "خاصة" لمعلق المباراة، لأن الحضور الجماهير يضفي
على اللقاءات طلاء "لامع" ودافع للمعلق للإبداع، وكذلك لقاءات
"الديربي".
- والمباراة الأجمل التي ترى فيها نفسك
مبدعا ؟
أحب أن اترك الحكم
في هذا المجال للجمهور. ولكن كشعور "شخصي" أرى أن لقاء شباب الخليل
وترجي واد النيص في نهائي بطولة الشهيد "أبو عمار" كانت الأفضل لي.
تفاعلت معها بشكل جيّد وكنت مرتاح في غرفة التعليق وساعدني في ذلك أيضاً مستوى
اللاعبين في اللقاء، ومؤخراً مباراة شباب الخضر وجبل المكبر، وأيضاً بالأساس
المباراة كانت جميلة ودخلت اجواءها كأني لاعب في بعض الاثناء.
- هل
هناك اهتمام من قبل المسئولين في موضوع التعليق ؟
صراحة ! هناك قصور
في هذا الجانب، لا زال مجال التعليق الرياضي في فلسطين يعتمد على
"الموهبة" والتطور الذاتي، وبالأساس لا توجد مدرسة في التعليق يمكن
الاستناد إليها. لذلك نحن بحاجة لدورات وإمكانات وأدوات أفضل من الحالية. انا
متفائل في هذا الموسم والمواسم اللاحقة انها ستشهد اهتمام أكبر، وكلنا ثقة في
تفّهم المسؤولين و رغبتهم في تطوير المجال.
- مَن
الشخص الذي تأثرت به في التعليق وكان دافعا لك ؟
في هذه الناحية أودّ
أن أتحدث عن "لقطة" وليس شخص معيّن. أذكر وكان عمري حينها "8"
سنوات هدف جندية في مرمى منتخب ليبيا في الدورة العربية 1999. هذه اللقطة علقت
برأسي لفترة طويلة وأذكر يومها بأني تفاعلت مع الهدف على طريقة المعلقين
"جووول"! منذ ذلك التاريخ وأنا انتظر اللحظة التي اعلق فيها على هدف
لمنتخبنا الوطني الفلسطيني.
بالفعل علقت على هدف للفدائي وكان هدف أشرف نعمان في
مرمى منتخب الكويت في بطولة غرب آسيا 2012، ولكن للأسف خسرنا اللقاء 2-1.
- هل
تطمح بأن تصل للعالمية ؟
هذا شيء مفروغ منه.
طموح الإنسان لا يجب أن يتوقف أو أن تحدّه حدود. هو بالأساس ليست العالمية بذاتها
وإنما العربية كوننا نتحدث عن معيار "اللغة". وهذا الحافز أو الطموح
نابع من أمل وحلم تمثيل "فلسطين" في أي جانب.
- مَن
معلقك المفضل؟
تبهرني حماسة
الشوالي في التعليق وقدرته على التجديد، وأحترم ثقافة واسترسال المصري "أحمد
الطيب".
- هل مهنة التعليق سهلة ام صعبة؟ وماذا تحتاج علم، ثقافة،
موسوعة شخصية قوية ؟
معيار السهولة
والصعوبة يتناسب مع الشخص ذاته. أي إن كان هاوي او محترف أو مقبل على مجال لا
يتناسب مع إمكاناته مثلاً ! نعم المهنة تحتاج لامتلاك خصال كثيرة منها الثقافة
والموسوعة الشخصية إلى جانب الموهبة، وأشياء مهمة أخرى كامتلاك خامة صوت مميزّة
وفكرة "الإبداع" والقدرة على التجديد لكي لا يملّ المستمع أو المشاهد.
نعم حُلمت. وصدقاً كنت اشعر بنوع من "الغيرة" عندما
استمع لمعلقين من كافة الدول العربية عدا المعلق "الفلسطيني"؛ خاصة
مباريات منتخبنا أمام المنتخبات الأخرى. مثلا تجد القنوات الرياضية تسند مباراة
قطر لمعلق قطري، ومباراة الجزائر لمعلق جزائري وهكذا... أما مباريات منتخب فلسطين
فلا تجد فلسطيني يعلق عليها ! وبكل صراحة سبق لي أن لعبت كرة القدم -ولا زلت- وكان
من بين أحلامي أن أمثّل فلسطين في هذا المجال. كلاعب أو مدرب. حالياً أعيش الحلم
ولكن هناك أمور كثيرة يجب أن تحدث لكي "يتحقق" ويصبح أجمل.
نعم هناك إقبال كبير عليها. خاصة من فئة الشباب، هم يملكون
الكثير من المعلومات والقدرات. ولكن للأسف لا زالت فكرة "التقليد" دارجة
بشكل كبير. وهذا طبعا تابع لغياب مدرسة "فلسطينية" أو حتى
"شاميّة" في التعليق الرياضي.
أيام الملاعب: طرائف حدثت معك / هفوات ؟
بخصوص الطرائف والهفوات فهي كثيرة، مثلا: مرّة علّقت من
"المدرّج" إلى جانب الجماهير لأن مفتاح غرفة التعليق كان مفقود! ومّرة
تسلّلت من شباك غرفة التعليق لأن قفل الباب كان مغلق أيضاً (النافذة كانت مكسورة
والحمد لله!) وفي يوم من الأيام كنت أعلق على لقاء في الدوري
الفلسطيني وكان إلى جانبي عدد من الزملاء الصحفيين، وإذ بأحدهم "يسقط"
عن كرسيّه إلى جانبي! حينها تخيلنا أن سقط الغرفة ذاته سقطت علينا!.
أما الهفوات، فقد كنت أعلق مرّة على مباراة لنادي الظاهرية
وفريق القوّة الجوية العراقي. وعندما استرسلت بالتعليق جئت على ذكرى إحدى مُدن
العراق وهي مدينة "السليمانية"، المهم ذكرت الإسم ل 4 مرات متتالية
وأخطأت فيه ! تعقّد لساني وفي النهاية قلت للمشاهدين "مش طالعة" ! .
ومن بين المواقف التي لا أنساها عندما ذهبنا لملعب رؤيا ببلدة
قباطية، صادفت وجود 3 أطفال أتوا من إحدى العائلات البدوّية القريبة من الملعب،
تحدثت إليهم لوقت طويل وجلبوا لنا الماء بعد أن فرغ مخزوننا، وكان الجوّ حاراً
للغاية وثلاثتهم "حفاة"لا يعرفون تماماً هويّة الفرق التي ستلعب. وعندما
هممت بسؤالهم عن هوية الفريق الذي سيشجعون من بين فريقي جبل المكبر وجنين أجاب
محمود : "جنين !" وأذكر بأني ساعدته في اختيار الإجابة، عندما أشرت إليه
بالمكان الذي ينحدر منه لاعبو جنين .. والمكان الذي ينحدر منه لاعبو جبل المكبر في
الإتجاه الآخر. عرفت أنهم لا يملكوا "تلفاز" في بيتهم
أساساً وكان ملعب "رؤيا" بمثابة الفسحة الوحيدة لهم للاستمتاع بكرة
القدم.
ما أتمناه فعلاً أن نشاهد اهتمام أكبر عدد من الجماهير الرياضية
بمباريات دوري المحترفين، وأن لا يقتصر الحضور الجماهيري الكبير على لقاءات بعينها
في بطولة الدوري. ما أتمنّاه أيضاً أن أتواجد في يوم من الأيام للتعليق على لقاء
لمنتخبنا الوطني في بطولة كأس العالم أو أي بطولة كبيرة وأتمنى أن تكون بطولة كأس
آسيا _استراليا 2015 أولها.
- أيام الملاعب: سؤال عالماشي؟
الفريق المحلي؟ كلها قريبة من القلب
الفريق عربياً؟ الأهلي
(مصر)
المنتخب عربياً؟ كلها دون استثناء، ولكن منتخب "مصر"
له مكانة خاصة
الفريق العالمي؟ اللعب
الجميل وبرشلونة
المنتخب؟ الأرجنتين
السيرة الذاتية:
الاسم: خليل جاد الله . تاريخ ومكان الولادة: 1990 بيت عور
التحتا – رام الله.
المؤهل العلمي :
خريج جامعة بيرزيت 2012 (صحافة وعلوم سياسية).
الحالة الاجتماعية:
أعزب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق