الأحد، 1 ديسمبر 2013

عندما تتخلّى أم ماجد "طوعاً" عن خيمتها سينجح برافر

أذكر تماماً -من غير اليوم- كيف أُغلق باب السيارة على إصبعي عندما كنّا نصعد في رحلة الإياب من مدينة "رهط" ، حينها نزل الدم وصرت أضحك ! أبكي ... لا أتذكر تماماً ولكن مضى من الزمان 16 عاماً الآن، وشرودي ذاك لم أنساه.

كنّا في زيارة عائلية لصديق والدي، نمنا ليلة هناك، وفي الصباح رُحنا إلى بيت "والدته"، تلك المسنّة التي تركت ترف المدينة أو ترف "الأسقف" الطينية على الأقل وافترشت خيمةً بين حُزمة مثيلة بعيداً ببضعة كيلو أمتار عن مركز رهط.

تساؤلٌ بريء جال في خاطري وألقيته على والدتي "مبيت الأسرار " لابن السابعة: "لماذا يترك صديق والدي -أمَه- تسكن الخيمة، وهو يعيش في بيت كبيرٍ جداً؟".

الإجابة جاءت بعد نصف ساعة من صديق والدي نفسه. يبدو أنه فضّل أن يجيب على تساؤلات "مُتوقّعة" ! قال فيما قال : "أمي رفضت كل العروض. رفضت المنزل المستقلّ والتلفاز والبلاط... هي تحبّ أن تعيش هناك... في المنزل الأول، وتعايش الذكريات على الدوام".

بعد برافر ... أين سذهب "أم ماجد"؟ هل ستتمسكّ بخيمتها ؟ هل سيقتلعوها مع عشرات الآلاف ؟ هل يتجرّأ أحدهم ويهدم "قلعة" الجدّة ... هي التي قدّمت لنا عصير العنب مياهاً فاترة وراحت تضحك وهي تمزج ما بين بدائية الخيمة وكأس العصير الذي تراه تحضُراً !.

 زرناها قبل 16 عاماً حيث كانت اغراءات الحياة أكثر، والسلام الكاذب كان قريباً من مخيّلة –البعض- أكثر أيضاً، واليوم أرادوا 
أن يمرّوا عن الخيمة بجرّافة و نعلٍ حديدي.

أم ماجد التي انتصرت للخيمة في صراعها مع "الطوب" والحجر والمدينة، هل ترعبها رصاصة؟ هل تتخلّ عن خيمتها لتثبِت خسارة المعادلة الأكبر في الصراع الأكبر؟ هل تصمد وتدافع عن 50 ألف فكرة ؟

... عندما تتخلّى أم ماجد "طوعاً" عن خيمتها سينجح برافر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق