لم أكن أتخيّل وانا أعلق على إحدى مباريات كرة القدم في يوم من الأيام ان "القذيفة" التي ذكرتها واصفاً قوة تسديدة أحد اللاعبين، بأنها ستصيب حارس مرمى وتقتله فعلاً.
بطبيعة الحال لم اخترع ذلك "الوصف". فقد اعتاد المعلقون الرياضيون أن يكنّوا التصويبة القوية بالقذيفة او الصاروخ، وعادةً أيضاً ما تصوّب هذه القذيفة نحو المرمى الذي يقف بين خشباته رجلٌ يقال له "حارس المرمى"، فإما أن تصرعه التسديدة وتسجّل للخصم نقطة أوهدف، وإما أن يتصدى لها بارتماءة او وقوفاً كالأشجار. ويكون هو الخطّ الفاصل فعلاً ما بين متناقضين.
قبل لحظات مررت اتصفح اخبار الرياضة، استخدمت متصفح "جوجل" وإذ بهذا الخبر يطلّ برأسه ما بين الرياضة والسياسة: "مصرع مدرب حراس منتخب سوريا بقذيفة هاون!".
ليس المهم هنا هويّة مطلق هذه القذيفة. فالأهداف في سوريا تسجّل كلها في ذات الشبكة ... تسجّل في مرمى الفريق السوري وتنهش جسده منذ أكثر من 3 أعاوم.
ولا أعلم حقيقةً إن كان باستطاعتي أن انطلق كلمة "قذيفة" واصفاً كرة لا يزيد وزنها عن 450 غم بعد اليوم، مقابل مشهد قذيفة حقيقية أصابت رجلاً بعمر صلاح مطر بينما كان يهمّ للصعود إلى الحافلة وأردته قتيلاً.
حارس مرمى منتخب سوريا ونادي الفتوّة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي سقط دون أن يتصدى لقذيفة الهاون. فقط كان "أثقل" بكثير من وزن الكرة التي اعتاد ان يتصدى لها. 20 كغم أو يزيد او يقلّ سقطت على حافلة صالح وأدمت معه 3 آخرين و جرحت العديد من الأشخاص.
يغردّ زميلنا المعلق "فهد العتيبي" بعد كل هدف فيقول: " أحرقهم ... كواهم ... دمّرهم" بعد كل هدف. أرجوك ... لا تعيد استخدام ذات المفردات فهناك مَن جعل "إحراق البشر ... تدميرهم ... رياضة"!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق