(1)
على الجهة اليسرى من ملعب المباراة لاعب "أناني". يخطف الكرة. يركض بها لمسافة طويلة. يعود لنقطة الانطلاق، يراوغ اللاعب وزميله وأكثر، ثم يكرّر هذه اللقطة لأربعة أو خمسة مرات خلال المباراة، والغريب أنه ينجح دائماً.
(2)
هو ذاته "أبو حسن". الأناني في الملعب. المغترّ بآداءه ورشاقته على الطرف الأيسر ارتقى شهيداً، قبل يومين. تقدّم وحيداً أمام قطيع الجنود وراح يباغتهم بمهاراته. ليس لدي شكّ أبداً في أن الشهيد محمد القطري "راوغ" جندّياً بعينه لأكثر من مرة ... سدّد عليه "حجره" المنغمس بقبضته كما كان يفعل في الملعب تماماً أمام خصومه؛ فأثار جنونه.
(3)
مدافع الفريق المنافس "عرقل" أبو حسن بعد ان عذبّه "ذهاباً وعودة"، فيما قرّر الجنديّ أن يتخلص من معاناة أبو حسن إلى الأبد.
الاول نال البطاقة الصفراء، فيما يظنّ الثاني أنه سيبقى يلعب وحيداً إلى الأبد دونماً حكمٍ عادل.
في الملعب كنّا نناديه "مرّر يا أبو حسن .. مرّر حتى لا يعرقولك"! الآن نكتفي بالصمت ربمّا. ليس خجلاً. ولكن الرواق الذي اختاره أبو حسن يحتاج لقرار فرديّ بحت. لغة مختلفة لا يتقنها سوى الشهداء.
(4)
قبل أشهر أطلق اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم حملة لطرد الاتحاد "الإسرائيلي" من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بالكرت الأحمر.
واليوم فوق كل انتهاكات 68 عاماً السابقة، وآلاف الشهداء من أبناء الحركة الرياضية فإن حقّ اللاعب الشهيد عدّي جبر، والمدرب الشهيد عاهد زقوت، والمصاب أحمد رمانة ومعهم اللاعب الشهيد محمد القطري مَن مرّوا في شريط حياتي بالسنة الأخيرة وكانوا ضحيّة إجرام الاحتلال في الأيام الأخيرة، حقّهم فقط يساوي مليون ألف كرتٍ أحمر.
حينها إذا طُردت إسرائيل سأقول بأننا حصلنا على رمية تماس "عادلة" فقط لا أكثر!
(3)
مدافع الفريق المنافس "عرقل" أبو حسن بعد ان عذبّه "ذهاباً وعودة"، فيما قرّر الجنديّ أن يتخلص من معاناة أبو حسن إلى الأبد.
الاول نال البطاقة الصفراء، فيما يظنّ الثاني أنه سيبقى يلعب وحيداً إلى الأبد دونماً حكمٍ عادل.
في الملعب كنّا نناديه "مرّر يا أبو حسن .. مرّر حتى لا يعرقولك"! الآن نكتفي بالصمت ربمّا. ليس خجلاً. ولكن الرواق الذي اختاره أبو حسن يحتاج لقرار فرديّ بحت. لغة مختلفة لا يتقنها سوى الشهداء.
قبل أشهر أطلق اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم حملة لطرد الاتحاد "الإسرائيلي" من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بالكرت الأحمر.
واليوم فوق كل انتهاكات 68 عاماً السابقة، وآلاف الشهداء من أبناء الحركة الرياضية فإن حقّ اللاعب الشهيد عدّي جبر، والمدرب الشهيد عاهد زقوت، والمصاب أحمد رمانة ومعهم اللاعب الشهيد محمد القطري مَن مرّوا في شريط حياتي بالسنة الأخيرة وكانوا ضحيّة إجرام الاحتلال في الأيام الأخيرة، حقّهم فقط يساوي مليون ألف كرتٍ أحمر.
حينها إذا طُردت إسرائيل سأقول بأننا حصلنا على رمية تماس "عادلة" فقط لا أكثر!
حقّ ضحكاتهم،ابداعاتهم،روحهم الرياضية، روابط أسرهم وعوائلهم وأحباءهم، وحقّ ضحكة من القلب ضحكها "أبو حسن" الصغير ولن تعود. هذه حقّها لا يساوي سوى كرت "التحررّ" إلى الأبد.
-----
الشهيد محمد القطري (20 عاماً) لاعب نادي الأمعري الفلسطيني اغتالته قوات الاحتلال في مواجهات "شعبية" قادها عدد من الشبّان بالقرب من إحدى المستوطنات قرب مدينة البيرة تضامناً مع غزّة. قصة اغتياله لوحدها ستظلّ بصمة عار في تاريخ الانسانية أجمع. لقد تم أسره وهو مصاب بكلتي قدميه ثم نقله جنود الاحتلال لمستوطنة "بيسغوت" المقاومة على الأراضي الفلسطيني وأفرغوا رصاص بندقياتهم في قلبه!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق