السبت، 2 أغسطس 2014

عدّي .. انتظروه سيعود !

سيعود عديّ يا "شرف" .. سيعود لك ابن عمك وصديقك ... إلى حيث لا تعتقد أنت. سيعود لمتابعة مبارياتكم أسبوعياً. "يسخر منك" كما كان يفعل كلما تعثّرت أنتَ بالكرة او سبقك إليها لاعب آخر. سيعود ويقول لكم "أنا أفضلكم" كما كان يردّد أيضاً بعد ختام كل لعبة.

سيعود يا "محمد" .. سيعود أخاك وصديقك الأول. يسند كتفك عندما تتألم وتشكو، يرفع لك رأسك كلمّا فكرت ان "تحنيه" خوفاً، أو هلعاً. ولن ينسى بأن يقول لك بأنك حارس مرمى ضعيف أمام تسديداته البارعة !

سيعود شهيد هذه البلد. شهيدها الولد. الذي أصبح رجلاً واستاذاً بتحليقه الحرّ ذاك فوق الرؤوس والأبنية ... "عديّ جبر" سيعود إلى بلدته رافات كل يوم، يتبغدد في شوارعها، يرسل التحايا للمرابطين، ويحرُس منزله أيضاً.

سيعود إلى خربثا بني حارث، وصفا، وبلعين، وبيت عور ... سيعود للغرب والشرق في محافظة عرفته شاباً لطيفا، شجاعاً، قوياً، ويملك "مهارة" بديعة في أن يغرس صورته في عيون الناس عبر لعبة كرة القدم ولعبة "الطيبة المتبادلة".

سيعود بهذا الأسلوب يا ناس.. سيعود بظلّه، بخطواته، بشمسه التي رسمها على وجوهنا اليوم حين ودّعناه شهيداً... فشمس الشهيد لا تغيب ... وكيف تغيب شمس "الطيّبين" ... سيعود فاستقبلوه بعد كل لعبة في ميدان الكرة والشهادة.

----
*عدّي نافز جبر. شاب فلسطيني. عمره 20 عاماً. كان ماهراً في التحضين على الكرة ومداعبتها. ولكنه ابتدع فناّ جديداً في محاربة الاحتلال بحجره "الفولاذي". أطلقه عليهم يوم 1-8-2014 نصرةً لغزة. فقابلوه برصاصة. هو لا يعرف الرصاص ولم يألفه لذلك احتضن الرصاصة وارتقى ... شهيداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق