الأحد، 1 يونيو 2014

(تقريري لفلسطين 24) أكثر "5" لحظات حاسمة في اجتراح "الفدائي" لمعجزة التحدي

 
 خليل جاد الله:

حسم المنتخب الوطني لقب بطولة كأس التحدي في نسختها الأخيرة، بعدما حقق انتصاره المستحق بهدف دون مقابل أمام الفلبين في المباراة النهائية، ليجترح "اعجازاً" فلسطينياً جديداً من رحم المعاناة والظروف الصعبة.

ولكن قبل أن يصل "الفدائي" نهاية مباراة الفلبين وصافرة حكمها الأوزباكستاني "فالانتين كوبالينكو"، فإن هناك خسمة لحظات "حاسمة" مهدّت طريقه نحو منصّة التتويج ومطار "كانبرا" الاسترالية لاحقاً مطلع 2015.

1- هدف أبو حبيب "القاتل" 

من الصعب أن تصف هدفاً بأنه القاتل مع أنه جاء في اللقاء الافتتاح للبطولة. لكن هدف عبد الحميد أبو حبيب في مرمى قيرغستان مع الدقيقة 6 من الوقت بدل من الضائع في أول جولة كان "قاتلاً" بالفعل. قاتلاً لآمال قيرغستان التي كانت تصنّف على أنها منافس الوطني في المجموعة.

إلى جانب أن الهدف وجّه رسالة شديدة اللهجة لخصوم "الفدائي" أن بإمكان فلسطين التسجيل في أي دقيقة من المباراة. هذا بعيداً عن أن الهدف "بعث" الأمل في نفس كل فلسطيني بشكل خاص، بداية من أبو حبيب ذاته ومروراً بالمدرب جمال محمود والجماهير الفلسطينية.

2- تصدي رمزي صالح لزاحفة ميانمار بأعجوبة!

دخل المنتخب الوطني الجولة الثانية من بطولة التحدي بمعنويات "عالية". وفي مواجهة ميانمار سيطر تماماً على مجريات الشوط الأول وأضاع عدد هائل من الفرص قبل أن يسجل بأقدام أبو حبيب مع الدقيقة 45 والأخيرة من الشوط الأول.

اللحظة الحاسمة كانت مع مطلع الشوط الثاني والدقيقة 47 تحديداً. لاعب ميانمار بالرقم 12 "سي ثو اونج" يتحصل على أول فرصة لمنتخبه في اللقاء ويصوّبها زاحفة أرضية صعبة. ارتقى حارس الوطني رمزي صالح للكرة وأبعدها بأعجوبة، وساعده القائم الأيسر.

هذا التصدي كان "حاسماً" اذ أنه منع ميانمار من التعديل وحافظ على عذريّة شباك فلسطين طوال البطولة. ولولاه ربما لانتهى اللقاء بنتيجة مغايرة وتبدلت أوراق المجموعة خاصة وأنه ميانمار كانت تملك 3 نقاط في رصيدها. دقيقتين بعدها فقط انطلق نعمان وحسم المباراة لفلسطين بهدف ثان!

3- ركلة جزاء "ذكيّة" 

كان لاعبو الوطني مطالبون بحسم مباراة أفغانستان في شوطها الأول قبل أن يتفطّن الأفغان للخلل الواضح في عمق دفاعاتهم بتعليمات ما بين الشوطين. أبو جزر أضاع أولاً وأبو صالح ثانياً واقترب البهداري من التسجيل. ولكن أياً منهم لم يفلح في إصابة مرمى أفغانستان.

الدقيقة 42 شهدت الحدث الأبرز في المباراة عندما انسلّ أشرف نعمان بين مدافعين من أفغانستان وبذكاء استخدامه للمراوغة بكلتي قدميه "اليمنى واليسرى" تمكن من إجبار مدافع أفغانستان بالرقم "4" فيصل، على ارتكاب الخطأ والتحصل على ركلة جزاء سددها نعمان بنفسه في المرمى معلناً عن تقدم فلسطين.

دخل الفدائي استراحة ما بين الشوطين متقدماً بهدف مستحق وبمعنويات "المنتصر"، ومجبراً أفغانستان على أن تدخل مهاجمةً في الشوط الثاني ومطالبةً بالتعويض. ليعود نعمان ويزور شباك الأفغان مع مطلع الشوط الثاني تماماً ويُجهز على المباراة.

4- العناية الإلهية ورعونة "فليب جيمس" !

لم يرتكب الدفاع الفلسطيني سوى عدد "قليل" من الهفوات في البطولة. لكن الهفوة الأكبر كان تصيب المرمى الفلسطيني بمقتل في الدقيقة 41 من المباراة النهائية أمام الفلبين.

كرة في الوسط الملعب يمررها اللاعب رقم 17 "شروك" نحو المهاجم الأبرز في تاريخ الفلبين الرقم 10 "فيليب جيمس" المضايق من المدافع الفلسطيني هيثم ذيب، هذا الأخير لم يتمكن من إبعاد الكرة بعدما تدخل عليه زميله المدافع عبد اللطيف البهداري!. البهداري وذيب حاولا ابعاد الكرة ولكنها اصطدما ببعضيهما لتتهادى للمهاجم "جيمس" الذي أضاع هدف العمر.

انطلق جيمس نحو المرمى وسدد الكرة عالياً عن مرمى رمزي صالح لتستمر النتيجة بدون أهداف، ويُحسب فعلاً للفدائي رمزي صالح أنه خرج بشكل سريع وأغلق منافذ التصويب للمهاجم الفلبيني عدا عن إرباكه وجعله يتسرع ويسدد الكرة برعونة غريبة. هذه اللحظة كانت إحدى أكثر اللحظات حسماً للقب "التحدي".

5- "حرد" هلال موسى ! وثقة نعمان 

انطلق أشرف نعمان في الدقيقة 58 من المباراة النهائية للوطني أمام الفلبين من وسط الملعب حتى مشارف منطقة جزاء الفلبين قبل أن يُعرقل ويتحصل على خطأ من بعد 25 ياردة على مرمى الحارس "مولر".

هلال موسى الذي تنبّأ له الجمهور الفلسطيني بأن يقدم بطولة مميزة فعل ذلك، وكان رجلاً من رجال هذه الملحمة سواء في مباراة الافتتاح أو نصف النهائي أو المباراة النهائية. فأداوره التكتيكة وتمريراته البينية المميزة أعطت الأفضلية لوسط الفدائي.

ولكن عند الدقيقة 59 موعد الهدف الفلسطيني كاد "هلال موسى" يرتكب "هفوة" تُطيح بالحلم الفلسطيني إلى الأبد -لم يتنبّه لها الكثيرون-.

فلاعب نادي شباب الخضر الذي اعتاد التسجيل من الركلات الحرة في بطولة الدوري الفلسطيني طلب تنفيذ الركلة التي أصبحت بعدها "أغلى هدف فلسطيني في التاريخ". فقد اقترب صانع الألعاب من اشرف نعمان طالباً تنفيذ الكرة، وعندما رفض نعمان طلبه،راح يصرخ نحو المدرب جمال محمود لكي يقنع لاعبه بترك الكرة! ولكن في النهاية كانت استجابة نعمان لهذه المطالب "صفراً" وكذلك فعل جمال محمود.

بعدها بثوان فقط "طار" وحلّق هلال مع زميله نعمان بأجمل وأغلى هدف في تاريخ "الفدائي" بعدما اقتنص أشرف المرمى، لتكون هذه اللقطة بحقّ إحدى أكثر اللحظات تأثيراً وحسماً للمباراة النهائية التي انتهت بانتصار الفدائي 1-0، وصعوده لنهائيات الأمم الآسيوية 2015 بفضل مجهودات 22 لاعب وطاقم فني وإداري سيخلدهم تاريخ المنتخبات الوطنية.

هناك لقطات ولحظات أخرى ساهمت -ربما- في تحقيق هذا الانجاز ولكن هذه اللحظات الخمسة هي ما التقطتها عدسات المصورين وكاميرات النقل التلفزيوني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق