الجمعة، 13 فبراير 2015

الاحتلال "الإسرائيلي" يقدّم هدايا ثمينة لكرة القدم الفلسطينية!

دون قصد، يخلق الاحتلال في كل يوم لاعب كرة قدم فلسطيني "بطل"، ويجهزّه تماما ليكون عنصراً استثنائياً في هذه اللعبة؛ لا يتألم بعد عرقلة من الخصم، ولا يقول "آآخ" بسهولة، وعندما يعزف لحن بلده الوطنيّ مع انطلاقة أي لقاء تزداد شكيمته وعزيمته قوّةً لا يفسّرها أي محلّل فني أو مدرب.
يُكبُّل الاحتلال "الإسرائيلي" سواعد شبّان فلسطينيين بشكل يوميّ تقريباً، ومنهم كثيرون مارسوا أو يمارسوا لعبة كرة القدم كهواية في الشارع والمدرسة والملعب الترابي، وبنسبة أقلّ محترفين في مستطيل أخضر أمام الجماهير والإعلام.
كثيرة هي الأقدام التي يشّلها قيد الاحتلال لأيام، أو أشهر، أو سنوات، ولكن في النهاية ينتصر أكثر اللاعبون على الأسر فيركلون "قيود الاحتلال" وينطلقوا ليستنشقوا الكرة، ويزفروا الهواء الحرّ من جديد.
بعد كل تجربة كهذه يعود اللاعب الفلسطيني لملاعب كرة القدم بطلاً استثنائياً من الناحية البدنيّة، والنفسية، والوطنية، فصورته ترتسم في مخيّلة الناس، وتكون ظاهرة فيه أيضاً كالتالي "هذا الأسير المحرّر. هذا ابن الوطن .. وهذه أقدامه التي لا تتعب ... هي اعتادت أن تكون مكبّلة وتقاوم، فكيف تكون وهي تقود جسداً متحرّكاً يبحث عن الهدف، واقتناصه ؟ ... الاحتلال بآلاياته وقمعه وفاشيّته لم يوقفه! فمن يوقف سجيناً سابقاً التقى للتوّ محبوبته؟ ".
أرى حقّاً بأن اعتقالات الاحتلال المستمرة للاعبي كرة القدم الفلسطينيين تخلق أو ستخلق لنا جيلاً نستغني معه عن دور "الاغنية المحفّزة"، أو هتافات الجماهير، أو كلام كبير السنّ والقدر الذي يذكّر هؤلاء الفتية (اللاعبون) دائماً قبل كل مباراة للمنتخب مثلاً بأن الوطن يستحق الكثير مشجعاً ومحفزّاً ... سوف نستغني عن أدوار هؤلاء لأنه بعد كلّ اعتقال وانتصار يصير اللاعب أستاذاً، وتجربته كتاباً من نتائج الفوز المفاجئة والإعجازية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق