الجمعة، 20 نوفمبر 2015

عمرها عامان .. من غزّة .. قلبت حياتي فوقاني تحتاني!

في عمّان، جمعتنا الطريق بصدفةٍ شهيّة، وقلب أبيض، يقود مركبة صفراء. حدث ذلك قبل حوالي 10 أيام. وتحديداً بعد مباراة فلسطين والسعودية بيوم واحد.
كنا متوجهّين نحو مقرّ إقامتنا، قبل أن نصدُف سائقاً، قدّرنا عمره بـ 50 عاماً. هادئ، لكنه يترنّح في حديثه عندما يتكلم، وبسيط جداً، يحبّ الناس لأجل المحبّة.
إلى الآن كل الأمور عادية. عندما وصلنا نصف الطريق رنّ هاتفه النقال، ودار بينه وبين "طفلة" صوتها خرج من السماعة الداخلية، الحوار التالي:
- بابا، جيبلي معاك زاكي.
هو: ولا يهمك بابا. كمان شوي برجع عالبيت وبجيبلك.
- بابا بابا ... بدي زاكي بدي زاكي.
هو: بابا ههه، ولا يهمك شو قلتلك انا ؟ يلا شوي عشان انا معي ركّاب.
انتهت المكالمة، قلت في نفسي: "50 عام، وطفلة صوتها يادوب 3 أعوام! .. يبدو أنه انجب 10 أبناء وهي أخرهم".
لم أتابع تفكيري، إذ قاطعني السائق، موجّهاً حديثه لي ولصديقي:
" عارفين مين هاي الي ع التلفون؟ هاي بنتي. بنتي فداء. عمرها سنتين بس! انا ما بجيب ولاد. هي أهلها ماتوا كلّهم. قصفوا بيتهم بغزّة قبل حوالي سنة. كان عمرها وقتها 9 أشهر ... تواصلوا معي معارف بغزّة .. ما ترددت، قلتلهم جيبوها، أنا أبوها! ... واليوم يا جماعة هالبنت هي حياتي، وقلبي .. بتعرفوا؟ قلبت حياتي .. فوقاني، تحتاني".
أغمضت عيني ولم افتحهما إلا في الحين الذي نزلنا فيه من السيارة. وفقط قلت له: "الله يخليلك بنتك. دير بالك عليها"، حينها وكأنما استمعت لصوت بعيد .. والله شعرت وأنما أحدٌ غيره أجابني، الصوت قال لي: "تسلم يا ابني .. فداء بالحفظ والصون"!.

الأحد، 22 فبراير 2015

أي لونٍ على شارع "الألغام" سيختار ابن اخي؟

زمان. ليس بعيداً كثيراً، كنت أقضي وقتاً طويلا على شرفة المنزل، تلك المطلّة على جبالٍ كبيرة، وعلى وشارع يقسم بلدتنا عن البلدة المجاورة. أتابع حركة المركبات، واقتنص غزالاً تدحرج للتوّ عن التلال القريبة، وأبلع كماً لا بأس به من "الصابون" الذي كنا نستخدمه لصناعة "البلالين" المائية ونجعلها تحلق عالياً.

أنا وأخوتي كنّا نمارس لعبة لا أعرف ما أسميّها الآن على تلك الشرفة أيضاً. كانت لعبةً بمبدءٍ بسيطٍ للغاية، لا تعتمد بالمرة على الذكاء، وإنما على الصدفة المحضة، أو الانتهازية الفجّة.

تمرّ السيارات مسرعةً على شارعٍ نام فوق أرض جدّي -قبل سرقتها- واستراح. سريعةُ وكثيفة حركة تلك المركبات، ولعبتنا تبدء مع أول فتحة عين على الشارع بعد فتح باب الشرفة. نجلس أولاً، ندلّي أقدامنا من بين قضبان الحديد التي تحمينا من السقوط. ونقرر بأن هذا سيختار اللون الفلاني وذاك سيختار اللون الآخر وهكذا. ويفوز من تمرّ عن الشارع عدد سيارات أكثر من جنس اللون الذي اختار.

الذكيّ منّا كان يختار اللون الأبيض. وغالباً كان أكبرنا، ويختار اللون غصباً. كان عدد السيارات "البيض" كبيراً. وتغيرت الآية بعد مدّة فدخل اللون "البرتقالي" منافساً، بعدما اعتمد كلون للمركبات العمومية في فلسطين.

جلست أمس في ذات المكان. حدّقت طويلاً وجرّبت خوض تلك اللعبة مرّة جديدة، دون "رفيق"، ولكن على سبيل التجربة. بحثت طويلاً عن اللون البرتقالي فلم أجده! حدّقت جيداً في التلال فلم أشاهد أي غزال شارد أيضاً، فتذكرت مباشرةً أصوات "الخنازير البريّة" التي تحاصر منازل القرية مساءً، إذ يُشاع ويُثبت كثيراً بأن الاحتلال يتخلص منها في الجبال المطلة على بلداتنا.

اليوم لا يمرّ عن "شارع الطفولة" سوى السيارات "الغريبة"، هي سيارات الإحتلال، بمختلف الألوان سوى "البرتقالي". ولا شكّ في أن المعادلة اختلفت تماماً اليوم، فشارع 443 (القدس - تل أبيب) بين أعوام التسعينات إلى اليوم هو اختصار بدلالة لا بأس فيها لكمّ هائل من حالات الاقصاء، والعنصرية، والإحلال الذي لم يتمّ صدفةً.

أتساءل حقاً ... لو جلس ابن اخي الصغير الآن على ذات الشرفة، وعلمناه تلك اللعبة ... أي مركبة سيختار؟ دبّابة قصفت غزة ؟ جيب أطلق الرصاص على "عدي"؟ أم سيارة مستوطن اشتهى الزعتّر الفلسطيني فنزل من سيارته وعلى جانب الشارع "خلع" بيت الزعتر من جذوره!

شارع الألوان صار شارع "الألغام" تماماً الآن.




الجمعة، 13 فبراير 2015

الاحتلال "الإسرائيلي" يقدّم هدايا ثمينة لكرة القدم الفلسطينية!

دون قصد، يخلق الاحتلال في كل يوم لاعب كرة قدم فلسطيني "بطل"، ويجهزّه تماما ليكون عنصراً استثنائياً في هذه اللعبة؛ لا يتألم بعد عرقلة من الخصم، ولا يقول "آآخ" بسهولة، وعندما يعزف لحن بلده الوطنيّ مع انطلاقة أي لقاء تزداد شكيمته وعزيمته قوّةً لا يفسّرها أي محلّل فني أو مدرب.
يُكبُّل الاحتلال "الإسرائيلي" سواعد شبّان فلسطينيين بشكل يوميّ تقريباً، ومنهم كثيرون مارسوا أو يمارسوا لعبة كرة القدم كهواية في الشارع والمدرسة والملعب الترابي، وبنسبة أقلّ محترفين في مستطيل أخضر أمام الجماهير والإعلام.
كثيرة هي الأقدام التي يشّلها قيد الاحتلال لأيام، أو أشهر، أو سنوات، ولكن في النهاية ينتصر أكثر اللاعبون على الأسر فيركلون "قيود الاحتلال" وينطلقوا ليستنشقوا الكرة، ويزفروا الهواء الحرّ من جديد.
بعد كل تجربة كهذه يعود اللاعب الفلسطيني لملاعب كرة القدم بطلاً استثنائياً من الناحية البدنيّة، والنفسية، والوطنية، فصورته ترتسم في مخيّلة الناس، وتكون ظاهرة فيه أيضاً كالتالي "هذا الأسير المحرّر. هذا ابن الوطن .. وهذه أقدامه التي لا تتعب ... هي اعتادت أن تكون مكبّلة وتقاوم، فكيف تكون وهي تقود جسداً متحرّكاً يبحث عن الهدف، واقتناصه ؟ ... الاحتلال بآلاياته وقمعه وفاشيّته لم يوقفه! فمن يوقف سجيناً سابقاً التقى للتوّ محبوبته؟ ".
أرى حقّاً بأن اعتقالات الاحتلال المستمرة للاعبي كرة القدم الفلسطينيين تخلق أو ستخلق لنا جيلاً نستغني معه عن دور "الاغنية المحفّزة"، أو هتافات الجماهير، أو كلام كبير السنّ والقدر الذي يذكّر هؤلاء الفتية (اللاعبون) دائماً قبل كل مباراة للمنتخب مثلاً بأن الوطن يستحق الكثير مشجعاً ومحفزّاً ... سوف نستغني عن أدوار هؤلاء لأنه بعد كلّ اعتقال وانتصار يصير اللاعب أستاذاً، وتجربته كتاباً من نتائج الفوز المفاجئة والإعجازية.

الثلاثاء، 27 يناير 2015

تعليق: هلال القدس - سلوان (كأس فلسطين)



تعليق: هلال القدس - سلوان (كأس فلسطين)
دور 32 
ملعب الشهيد فيصل الحسيني
على فلسطين الرياضية، الساعة 6:30 مساءً

الجمعة، 28 نوفمبر 2014

تعليق: شباب الامعري - شباب بلاطة


اليوم 28/11

الساعة 5:00 مساءً:
شباب الأمعري - شباب بلاطة، ملعب الشهيد فيصل الحسيني
فلسطين الرياضية 11430 نايلسات

السبت، 15 نوفمبر 2014